KiN-G General Manager
عدد المساهمات : 344 نقاط : 10755 تاريخ التسجيل : 07/06/2010 العمر : 38
| موضوع: الإعجاز العلمي في الكتاب السنة السبت يونيو 19, 2010 12:28 pm | |
| من آيات الإعجاز العلمي في السنة مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره, ونتوب إليه, ونؤمن به, ونتوكل عليه, ونثني عليه الخير كله, ونصلي ونسلم على أنبياء الله ورسله أجمعين, وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, ونخص منهم بأفضل الصلاة وأزكى التسليم: خاتمهم أجمعين سيدنا محمد النبي الأمين, الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة , ونصح الناس كافة , وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين, فنسأل الله تعالى أن يجزيه خير ما جازى نبيًا عن أمته, ورسولاً على حسن أداء رسالته, وأن يؤتيه الوسيلة والفضيلة, وأن يبعثه المقام المحمود الذي وعده, إن ربي لا يخلف الميعاد.
آمين ....
وبعد ....
فمن أسس الإسلام العظيم: العقيدة الصحيحة, والعبادة السليمة, وحسن الخلق, وحسن المعاملة, والعقيدة الصحيحة قوامها الإيمان بالله, وبملائكته, وكتبه, ورسله, وباليوم الآخر, وهذه القضايا تقع كلها في إطار الغيب المطلق, الذي يحتاج الإنسان فيه إلى بيان من الله, بيانًا ربانيًا خالصًا, لا يداخله أدنى قدر من التصورات البشرية, وكذلك العبادة, ودساتير الأخلاق وفقه المعاملات وكلها من ركائز الدين, والإيمان بالله يقتضي التسليم له سبحانه بالألوهية, والربوبية "بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, وهو التوحيد الخالص, وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى:
{شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمرن: 18)
والإيمان بملائكة الله, وبكتبه ورسله يقتضي التسليم بوحدة الدين وهي حقيقة يقررها ربنا تبارك وتعالى بقوله:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابُ} (آل عمران: 19)
وقوله عز من قائل:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85)
والإسلام العظيم علمه ربنا سبحانه وتعالى لأبينا آدم عليه السلام لحظة خلقه, وعلم آدم بنيه, وعاش الإنسان بهذا الهدى الرباني سعيدًا, محققًا رسالته في هذه الحياة: عبدًا لله الواحد الأحد, يعبد ربه تعالى بما أمر, ويجتهد في حسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها, وإقامة عدل الله فيها, حتى يلقى الله تعالى وهو راض عنه.
ولكن الإنسان فيه ميل للنسيان, وفي نفسه صراع بين الحق والباطل, وهو معرض لوساوس الشيطان, والإغواء المستمر بالخروج على منهج الله, ومع النسيان, والصراع والإغواء تفقد المجتمعات الإنسانية نور الهداية الربانية ممثلة في الدين الذي شرعه الله لعباده وهو الإسلام, وبفقدان الدين, أو تحريفه وتبرديله تفقد تلك المجتمعات الإنسانية سعادتها, تهبط في دياجير من الظلام الذي يشقيها, ويتعسها, فتشقى وتشقى الأرض من حولها.
ويظل الحال كذلك حتى يَمُنَّ الله تعالى على البشرية برسول جديد يأتيهم بنفس الرسالة ومن نفس المصدر, يَدعوهم إلى الإسلام من جديد, وظل الحال كذلك والإنسانية بين استقامة على منهج الله وانحراف عنه, في مد وجزر حتى مَنَّ الله تعالى عليها بالنبي الخاتم والرسول الخاتم , ومع الرسالة الخاتمة الإسلام في كماله وتمامه, وهي الرسالة التي تعهد الله تبارك اسمه بحفظها فحفظت بنفس اللغة التي أوحيت بها اللغة العربية, وحفظت بتفاصيلها الدقيقة كلمة كلمة, وحرفًا حرفًا, على مدى أربعة عشر قرنًا أو يزيد, وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وذلك تحقيقًا للوعد الإلهي الذي قطعه ربنا سبحانه على ذاته العلية فقال عز من قائل:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9)
هذا في الوقت الذي تعرضت كافة صور الوحي السابقة إما للضياع التام أو لقدر من التحريف الذي أخرجها عن إطارها الرباني, وجعلها عاجزة عن هداية البشرية.
ويخبرنا الرسول الخاتم , والنبي الخاتم r بأن الله تعالى قد مَنَّ على البشرية بمائة وعشرين ألف نبي, وأن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى من هذا الجمع الغفير من الأنبياء ثلاثمائة وخمسة عشر رسولاً.
لا يوجد أثر لرسالاتهم اليوم إلا ما بقي من رسالة موسى عليه السلام وقد تعرض إلى قدر من التحريف الشديد على أيدي أحبار اليهود, وتكفي في ذلك الإشارة إلى ن هذه الأخبار لم تدون إلا بعد وفاة موسى عليه السلام بأكبر من ثمانية قرون, وأنه قد أضيف إليها العديد من الأسفار المنحولة, والقصص المكذوبة ليشتروا بها ثمنًا قليلاً كما وصفهم القرآن الكريم.
وكذلك ما بقي من آثار نبي الله عيسى عليه السلام والتي كتبت بعد رفعه بأكثر من قرن من الزمان, وبأيدي أناس عديدين من المجهولين, وفي أماكن متفرقة من الأرض وفي أزمنة متباعدة, وأنها لا تزال تُعدل إلى يومنا هذا, بين حذف وإضافة, وتغيير وتبديل, وترجمات متعارضة, ومراجعات متعددة, وانحراف واضح.
وتعهد ربنا تبارك وتعالى بحفظ رسالته الخاتمة مردُّه إلى العدل الإلهي, الذي يقتضي ألا يعذب الله سبحانه عبدًا من عباده بغير إنذار كاف . وفي ذلك يقول عز من قائل:
{ ...... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (الإسراء: 15) ولما كان سيدنا محمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين, ولما كانت رسالته r قد تكاملت فيها كل رسالات السماء السابقة, فختمت برسالته الرسالات, وببعثته النبوات, وانقطع وحي السماء , كان لابد من حفظ هذه الرسالة الخاتمة , وإلا ما تحقق وعد الله ألا يعذب إلا بإنذار, وبإرسال رسول, وببقاء رسالة سيدنا محمد r محفوظة بحفظ الله, فكأنه لا يزال قائمًا بيننا بشيرًا ونذيرًا.
ورسالات السماء هي هداية من الله تعالى للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها تصورات وضوابط صحيحة لوقوعها في دائرة الغيب المطلق الذي لا سبيل للإنسان في الوصول إليه إلا عن طريق وحي السماء, أو في دائرة ضوابط السلوك التي يعجز الإنسان دومًا عن وضع ضوابط صحيحة لنفسه فيها, وذلك من مثل قضايا العقيدة "وهي غيب مطلق" , والعبادة "وهي أوامر إلهية مطلقة" , والأخلاق والمعاملات "وكلاهما ضوابط للسلوك" , وهذه كلها من القضايا التي إذا خاض فيها الإنسن بغير هداية ربانية خالصة فإنه يضل ضلالاً بعيدًا, والذي يتأمل هذه القضايا في كتاب الله, وفي سنة رسوله r يجدها واضحة الدلالة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, وأن النبي الخاتم والرسول الخاتم r كان موصولاً بالوحي, ومُعَلَّمًا مِن قِبَل خالق السماوات والأرض.
ولكن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط بكل شيء, أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى مرحلة كالتي نعيشها اليوم, يتجمع له فيها من المعارف بالكون ومكوناته, وظواهره, وسننه, ما لم يتوافر لجيل من الأجيال من قبل, فينبهر باكتشافاته العلمية, وتطبيقاته التقنية انبهارًا يغمسه في أمور الدنيا إلى آذانه, ويصرفه عن مور الدين, وركائزه أو يشغله عنها حتى يتجاهلها, أو ينكرها بالكامل, كما هو حادث في غالبية المجتمعات غير المسلمة التي ركبها الزهو والغرور, بإنجازاتها العلمية والتقنية, ولذلك أبقى ربنا الحكيم الخبير في محكم كتابه وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله r من حقائق الكون, ووصف عدد من ظواهره, وسننه ما يقيم على إنسان اليوم الحجة البالغة بالمنطق العلمي – الذي يتباهى إنسان اليوم به, ويفخر بالوصول إليه – وقد سبقه كل من القرآن الكريم, والسنة النبوية المطهرة بعدة قرون "تصل أحيانًا إلى الأربعة عشر قرنًا" مما يؤكد أن القرن الكريم هو كلام "الله الخالق الذي يجب ألا يعبد سواه", وأن هذا النبي الخاتم, والرسول الخاتم الذي تلقى القرن الكريم كان موصولاً بالوحي, ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض, مما يحرك القلوب الواعية, والنفوس السوية, والعقول المنصفة إلى قبول دين الله الذي لا يرتضي ربنا تبارك وتعالى من عباده دينًا سواه, فيعود الناس – وفي مقدمتهم أهل العلوم البحتة والتطبيقية – مرة أخرى إلى الله, مُسَلِّمين بحقائق الغيب التي بدأت الحضارة المادية المعاصرة بإنكارها, وانتهت بحوثها العلمية إلى قرارها والتسليم بصدقها .
وعلى ذلك ...
فإن من الأسرار المكنونة في كتاب الله, وفي سنة خاتم أنبيائه ورسله تلك الإشارات الكثيرة إلى الكون , وإلى عدد من مكوناته, وظواهره, وسننه, والتي جاءت في أكثر من ألف آية صريحة من آيات القرآن الكريم, وفي العديد من أقوال المصطفى r والتي تسلم بأنها لم تأت لنا من قبيل الإخار العلمي المباشر ؛ لأن الكسب العلمي قد ترك لاجتهاد الإنسان جيلاً بعد جيل, ولذلك فقد جاءت كلها في مقام الاستدلال على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق, وفي التأكيد على أن الذي أبدع هذا الخلق قادر على إفنائه, وعلى إعادة خلقه من جديد, وقد كانت قضايا الخلق والبعث – ولا تزال – معضلة العقول القاصرة, والقلوب الكافرة, وحجتهم في إنكار الخالق وجحوده سبحانه وتعالى وفي رفض الدين.
وتسلم أيضًا بأن هذه الإشارات القرآنية والنبوية الشريفة إلى الكون ومكوناته وظواهره جاءت في مقام تنبيه المسلمين إلى أهمية التعرف على خلق الله, واستقراء سننه في الكون, وتوظيفها في عمارة الأرض, وفي حسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها, ومع هذا التسليم والإقرار تبقى الإشارات الكونية في كتاب الله, وفي سنة رسوله r بيانًا من الله الخالق, ووحيًا أوحاه إلى خاتم أنبيائه ورسله, فلابد وأن تكون حقًا مطلقًا, ولو أن علماء المسلمين اهتموا بتحقيق تلك الإشارات تحقيقًا علميًا دقيقًا, وبتقديمها إلى الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه لكانت من أنجح وسائل الدعوة إلى الله, وإلى دعوة خاتم أنبيائه ورسله, أو إلى هذا الدين الخاتم الذي بعث به هذا النبي الخاتم r والذي لا يرتضي ربنا تبارك وتعالى, من عباده دينًا سواه؛ لأن فيها تثبيت للمؤمنين على إيمانهم, وهداية للضالين التائهين من الكفار والمشركين, وما أكثرهم في زماننا , وما أخطرهم على مجتمعاتنا في زمن الضياع الذي يعيشه إنسان اليوم .
| |
|